الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في الإذاعة الوطنية «ارفعوا الحواجز» للكيلاني بن حمودة: ما أروعه!

نشر في  12 أفريل 2017  (12:53)

مساء الجمعة من كلّ أسبوع، تبثّ الإذاعة الوطنية برنامجا يعني بالمعوقين هو من اعداد الزّميل كيلاني بن حمودة وتقديمه.. بنبراته المجلجلة يقدّم الإذاعي المناضل مكي الكربول البرنامج وصاحبه، وما دمنا هنا نتساءل لماذا يحتكر البعض تقديم الحصص على اختلاف مضامينها بينما يهمل صوت كربول وأصوات أخرى تستحسنها الآذان؟
ورغم أنّ «ارفعوا الحواجز» (ما أرشقها تسمية، وما أبعدها عن التسميات التي تتعاقب القرون وهي مثل مسمار جحا في الإذاعة) الموجه الى أصحاب الاحتياجات الخصوصية، مادّة في منتهى الجودة، ومضامينه آية في النبل، تبجّل عليه الإدارة برامج تسافر بالأرواح الى خالقها فإذا هي تبثّ خلال النهار وفي ما يمكن اعتبارها أوقات ذروة في الاستماع، وما دمنا هنا نقول مرّة أخرى لمدير الإذاعة انّ «توموبيل» نشاز في صبيحة الأحد والحكمة تقتضي أن يبث في آخر الليل لأنّ سوّاق السيارات يذهبون الى «الميكانيكي» لإصلاح سياراتهم ولا يفيدهم لغو اسماعيل الينبعي في شيء..
أمّا أنت يا كيلاني بن حمودة فدعني أنحني أمامك إجلالا لما تبذل من جهد سخيّ من أجل المكفوفين وحاملي الإعاقات العضوية بمختلف أصنافهم..
يا آلله كم أنت رائع، بل ما أعلى كفاءتك، فما من مرّة جئت الاّ وقد تسلّحت بما يغني معارف المستمعين وثقافتهم.. تأتي بعد ان أعددت ونبشت واتصلت وانتقلت ودرست، وكم من مدعوّين أطلعتهم على ما يجهلون في ميادينهم واختصاصاتهم، فأيّ جدّ يضاهي جدّك وانصرافك بل ابمانك بقضايا المعوقين.. وأنت الي كل ذلك يا زميلي متحدث بارع لسن، وامتيازك مقارنة بالمذيعين الفارغين المتطاوسين المصابين بالثرثرة، أنّك لا تتدخل الا عند الاقتضاء، وعدا ذلك فأنت حريص على الإصغاء، وأيّ فضيلة أجلّ منها..
لم يبق لي الاّ أن أحيّيك وأشدّ على يدك يا كيلاني، وثق بأنّ من كان بمثل صحوة ضميرك ويقظة حسك ونبل مشاعرك، ان لم يلق من الناس سوى جحود، فانّ ثوابه عند الله مكفول بإذن الله.

نجيب الخويلدي